توضع في أول سورة التّوبة (براءة) بأمر الوحي ؛ لأن هذه السورة نزلت في الحرب والجهاد والبراءة من المشركين بعد غزوة تبوك.
ثم يقرأ المصلّي الفاتحة ، عن أبي ميسرة عن علي بن أبي طالب : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان إذا سمع مناديا يناديه : يا محمد ، فإذا سمع الصوت انطلق هاربا ، فقال له ورقة بن نوفل : إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك ، قال : فلما برز سمع النداء : يا محمد ، فقال : لبيك ، قال : قل : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، ثم قال : قل : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ (١) الْعالَمِينَ ، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٢) ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (٣) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) (٤)».
نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش ، فهي سورة مكّية بالإجماع ، لعظم مكانتها وعلوّ شرفها ، من بين سور القرآن ، قال الرسول صلىاللهعليهوسلم لأبي بن كعب ، رضي الله عنه ، بعد أن قرأ أمّ القرآن :
«والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها ، إنها لهي السّبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته».
وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا يصلّي إلا بفاتحة الكتاب.
وسميت (الفاتحة) لأنها أول ما يفتتح بها كتابة القرآن الكريم في المصاحف ، وبها تفتتح القراءة في جميع الصلوات ، ولها أربعة عشر اسما منها : أم الكتاب ، وأساس القرآن ، وسورة الحمد ، والسّبع المثاني ، أي تثنى وتعاد كل ركعة.
__________________
(١) مربّي الإنس والجنّ ومالكهم ومدبّر أمورهم.
(٢) يوم الجزاء والحساب.
(٣) وفقنا للثبات على الطريق القويم.
(٤) المنحرفون عن طريق الاستقامة من أتباع الملل الأخرى.