حَرْثٌ (١) لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ (٢) وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (٢٢٣)) [البقرة : ٢ / ٢٢٢ / ٢٢٣].
يسألونك ـ أيها النبي ـ عن حكم الحيض ووقاع الحائض ، فقل لهم : الجماع في الحيض أذى ، أي قذر وضرر ، فاجتنبوهن في زمن الحيض ، والمراد ترك المجامعة ، لا ترك المجالسة والاستمتاع بما دون الفرج عند الحنابلة ، وما دون الإزار عند الجمهور ، ولا تقربوهن بالجماع حتى يطهرن من الحيض بانقطاع الدم ، فإذا اغتسلن بالماء حينئذ ، فأتوهن في مكان إنجاب الذرية وهو القبل ، إن الله يرضى عن التائبين ويثيبهم ، ويرضى عن المتطهرين من الجنابة والحيض ونحوهما. قال أنس بن مالك فيما أخرجه مسلم والترمذي : كان اليهود إذا حاضت المرأة منهم ، لم يؤاكلوها ولم يجامعوها في البيوت ، فسأل الأصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن ذلك ، فنزلت الآية ، فقال : «اصنعوا كل شيء إلا النكاح».
زوجاتكم موضع الإنجاب وإلقاء النّطف ، فأتوهن على أية كيفية تريدون قائمة أو قاعدة ، أو جالسة نائمة ، أو مضطجعة ، إذا كان ذلك في موضع النسل ، وقدموا عملا صالحا تجدونه لأنفسكم ، عند الله ، وخافوا الله من الوقوع بالمحرّمات ، واعلموا أنكم ملاقو الله يوم القيامة ، فيجازيكم بأعمالكم ، وبشر المؤمنين بالجنة ، قال جابر فيما أخرجه الشيخان وأبو داود والترمذي : كانت اليهود تقول إذا جامعها في القبل من ورائها : إن الولد يكون أحول ، فنزلت الآية (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ ..) الآية.
__________________
(١) محل إنجاب الذرية.
(٢) كيف كان من الهيئات ولكن في القبل ، لا في الدبر.