واجب شرعي ، وأن لقائد الجيش اختبار مدى إخلاص الجنود وتضحياتهم ، وأن إيتاء الملك والسلطة بيد الله تعالى لمن يستحقها من عباده ، كما تعرض الآيات التالية :
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلاَّ تُقاتِلُوا قالُوا وَما لَنا أَلاَّ نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٢٤٦) وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٢٤٧)) (١) (٢) (٣) (٤) [البقرة : ٢ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧].
ألم تعلم بقصة جماعة من بني إسرائيل هم وجوه القوم وكبراؤهم ، بعد موسى في عصر داود عليهماالسلام ، حين قالوا لنبيهم (صموئيل) : اختر لنا قائدا للحرب ، وجمع الكلمة ، فقد صممنا على طرد أعدائنا واسترداد حقوقنا المغتصبة. فقال لهم نبيهم بحكم خبرته وتجربته معهم : أتوقع منكم التخلي عن القتال إن فرض عليكم ، فردوا عليه بقولهم : أي شيء يدعونا إلى ترك القتال ، وقد أخرجنا من ديارنا وأوطاننا ، ومنعنا من أبنائنا ، واغتربنا عنهم؟!.
فلما فرض عليهم القتال كما طلبوا ، تخلفوا عنه وجبنوا وأعرضوا إلا جماعة قليلة منهم ، عبروا النهر مع طالوت ، وثبتوا على العهد ، والله عالم بمن نقض العهد ، وظلم نفسه ، فأخلف الوعد.
__________________
(١) أشراف القوم وسادتهم.
(٢) قاربتم.
(٣) كيف أو من أين يكون.
(٤) سعة وفضيلة.