فإن محمدا قد مات. ومن يرتد عن دينه ، فلن يضر الله شيئا ، وإنما يضر نفسه ، ومن ثبت على دينه فهو من الصابرين المجاهدين الشاكرين ، وسيجزيهم الله جزاء حسنا على ثباتهم والتزامهم دين الله.
إن العتاب الإلهي لون من ألوان التربية والإعداد والتصحيح ، وذلك دليل من الله على محبته لعباده وإرادته الخير لهم ، فإذا أخطئوا لم يسكت الله على الخطأ ، وإن قصروا نبههم لما فيه صلاحهم ، حتى يبادروا للعمل البنّاء من جديد ، بروح قوية ، وعزيمة صادقة ، وجرأة وشجاعة نادرة ، وإيجابية لا تعرف التقهقر أو التردد ، وهذا سبيل العزة والكرامة ، وتحقيق الغايات الكبرى.
أجل الموت بإذن الله
هناك أمور حتمية مقدّرة للإنسان لا تزيد ولا تنقص ، مردها إلى الله جل جلاله ، كالحياة والموت ، والعز والذل ، والرزق والأجل ، اختص الله بعلمها ، وما على الإنسان إلا الرضا بالقضاء والقدر ، وهذا يعدّ حافزا قويا للبطولة والشجاعة ، والإقدام على خوض معارك الجهاد وغمار الموت ، بنفس قوية ، لا تخور ولا تتردد ، ولا تضعف ولا تجبن ولا تتقاعس ؛ لأن الأجل محتوم ، فليست المعارك والمخاطر مسرّعة للموت ، وليس النوم في المنازل ولا على الأسرّة بمطيل للأجل ، كما قال الله تعالى : (قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ) [آل عمران : ٣ / ١٥٤]. وقال سبحانه : (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) [النساء : ٤ / ٧٨].
قال عطية العوفي لما كانت يوم أحد ، انهزم الناس ، فقال بعض الناس : قد