المعصية ، والخوف من العقاب ، وذلك مثل توبة فرعون حينما حضره الموت ، وأدركه الغرق ، وصار في غمرة الماء ، وفي حيّز اليأس ، فلم ينفعه ما أظهر من الإيمان.
ولا يقبل الله توبة الذين يموتون وهم كفار ، ولا توبة من يؤجل التوبة حتى تحضره الوفاة ، لأنها تكون حينئذ قسرية ، والأعمال المقبولة لا تكون إلا عند التكليف والاختيار ، وأولئك الذين يرجئون التوبة ويؤخرونها عن وقتها المناسب هيأ الله لهم عذابا مؤلما ومذلا في الآخرة ، لأنهم أصروا على أخطائهم ، واستعبدهم الشيطان إلى الموت.
معاملة النساء
من المعلوم أن المرأة نصف المجتمع ، وهي في حكم الله وتقديره تشارك الرجل في تحمل أعباء الحياة ، وتعاونه في تحقيق المهام والمعايش ، ولقد أنصف الإسلام المرأة وكرمها ورفع مكانتها ، وأنزلها منزلة لائقة بها ، تتفق مع فطرتها ومهماتها ، لأنها شريكة في الحياة ، وهي إنسان حي له كرامة وشخصية ، وأعطاها من الحقوق المناسبة لطبيعتها وتركيبها وإمكاناتها النفسية والبدنية.
وكانت المرأة في الجاهلية وفي عصور الرومان واليونان تعد من قبيل المتاع ، وكان أقارب الزوج المتوفى عند العرب يستولون عليها كرها عنها. روى البخاري أنه كان إذا مات الرجل منهم ، كان أولياؤه أحق بامرأته : إن شاء بعضهم تزوجها ، وإن شاؤوا زوجوها ، وإن شاؤوا لم يزوجوها ، أي منعوها الزواج ، فهم أحق بها من أهلها ، فنزلت الآية الآتية. وكان من عادات العرب في الجاهلية أيضا إذا أرادوا فراق امرأة ، رموها بفاحشة ، حتى تخاف وتشتري نفسها منه بالمهر الذي دفعه إليها ، فنزلت آية أخرى. قال الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ