أخرى فربما كرهتم شيئا ، وفيه الخير الكثير لكم. قال السّدي : الخير الكثير في المرأة : الولد. أي أن الصبر في معاملة النساء أمر مطلوب شرعا ؛ لأن الكمال لله ، وقد تنجب هذه المرأة أولادا نجباء ، وقد يكون لها مزايا وخصال أخرى تغطي الخصال المذمومة ، لذا قال النبي صلىاللهعليهوسلم فيما أخرجه مسلم عن أبي هريرة : «لا يفرك مؤمن مؤمنة ـ أي لا يبغضها ـ إن ساءه منها خلق ، سرّه منها خلق آخر».
وإذا أردتم أيها الزوجان الفراق ـ وهو أبغض الحلال إلى الله ـ وكان بينكما نشوز وإعراض وسوء عشرة ، فلا يجوز أخذ شيء من مهر المرأة ، ولو بلغ قنطارا من الذهب ، وكيف تأخذونه بهتانا (كذبا) وأخذه إثم واضح وذنب كبير؟ وكيف تأخذونه بعد إبرام العقد الخطير وهو الميثاق الغليظ ، وبعد مكاشفة الأسرار ، وحدوث الاختلاط والمباشرة ، إن هذا أمر مستنكر شرعا لا يليق بمؤمن.
خطب عمر بن الخطاب فقال : «ألا لا تغالوا بمهور نسائكم ، فإن الرجل يغالي حتى يكون ذلك في قلبه عداوة للمرأة ، يقول : تجشمت إليك أي تحملت الشدائد ، فكلمته امرأة من وراء الناس ، كيف هذا؟ والله تعالى يقول : (وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً) فأطرق عمر ثم قال : «كل الناس أفقه منك يا عمر» «امرأة أصابت ، ورجل أخطأ» والله المستعان ، وترك الإنكار.
محارم النساء
راعى الإسلام ما تستوجبه رابطة الدم من حرمة وتعظيم ، فحرم الزواج على الرجال ببعض الأقارب القريبين جدا ، وفي ذلك رفع للحرج ، وجعل العيش في بيئة الأسرة الواحدة أمرا ميسورا لا حرج فيه ، علما بأن بعض قبائل العرب قد اعتادوا أن يخلف الرجل على امرأة أبيه ، فإذا توفي الرجل عن امرأته ، كان ابنه أحق بها ،