والواجب السادس ـ الإحسان إلى الجيران ، وهم كما ذكرت الآية ثلاثة أنواع : الجار القريب في المكان أو النسب أو الدين ، والجار البعيد غير القريب المجاور في السكن ، والصاحب بالجنب : وهو الرفيق في السفر ، والإحسان إلى الجيران يحقق مبدأ التعاون والتواصل والتوادد والشعور بالسعادة ويكون الإحسان للجيران بكف الأذى ، وحسن العشرة ، وتبادل الهدايا والزيارة ، والوليمة والعيادة حال المرض ونحو ذلك.
والواجب السابع : الإحسان إلى ابن السبيل : وهو المسافر المنقطع عن ماله ، أو الضيف بإكرامه ومساعدته للوصول إلى بلده. ومثله الإحسان للأرقاء في الماضي والخدم والأعوان في الحاضر.
ثم حذرت الآيات القرآنية من أمرين قبيحين هما البخل والرياء في الإنفاق من المال ، أما البخل فهو داء وخصلة رذيلة ، قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إياكم والشح ، فإنه هلك من كان قبلكم بالبخل ، أمرهم بالبخل فبخلوا ، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا ، وأمرهم بالفجور ففجروا». وقد توعد الله البخلاء بالعقاب في قوله تعالى : (وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً).
وأما الرياء فهو أمر ذميم محبط ومبطل للأجر والثواب ، لأن المرائي لا يقصد بعمله وجه الله ، وإنما يقصد بإعطائه المال السمعة والشهرة والتظاهر ، لا شكرا لله على نعمة ، ولا اعترافا لعباد الله بحق ، والرياء كالبخل يعاقب الله عليه ، وهو شرك خفي يقصد به التقرب لغير الله ، أما المؤمن حقا بالله واليوم الآخر فهو سخي غير بخيل ، ينفق ماله بنية حسنة ، وبقصد التقرب إلى الله وحده ، والله عليم بالنيات.