يَخافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٣) قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ (٢٤) قالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (٢٥) قالَ فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (٢٦)) (١) (٢) [المائدة : ٥ / ٢٠ ـ ٢٦].
والمعنى : اذكر لهم يا محمد أخبار موسى مع قومه ، ليصدّقوا بدعوتك ويتحققوا نبوّتك ، إذ لا يوجد مصدر آخر لهذه الأخبار من غير طريق الوحي إليك. ومشتملات هذه الأخبار : تعداد أهم النّعم التي أنعم الله بها على بني إسرائيل في زمان موسى ، وهي نعم ثلاث :
قال موسى لقومه : تذكروا نعمة الله عليكم بتتابع الأنبياء فيكم ، من عهد إبراهيم إلى عيسى عليهمالسلام ، وتذكروا أن الله جعلكم ملوكا أحرارا بعد أن كنتم مملوكين في أيدي القبط المصريين ، والملوك شرف الدنيا ، فعندكم ما يكفيكم من الأزواج والخدم والدور والأراضي المشجرة وغير المشجرة ، وأمدكم الله في زمان أسلافكم الذي كانوا فيه بالخيرات وآيات موسى مثل المنّ والسلوى ، والتّظليل بالغمام ، وفلق البحر أو فرقه ، وإنجاؤكم وغرق عدوكم فرعون وجنوده في البحر.
ويا قوم ادخلوا الأرض المطهرة من عبادة الأوثان ، المباركة ؛ لأنها أرض الأنبياء الخالية من القحط والجوع ونحوه ، لتجاهدوا أعداءكم في الطّور وما حوله كما قال مجاهد ، وهي التي قسمها لكم وسماها ، ولا تتراجعوا وتنهزموا من خوف أهلها الجبارين ، ولا تتخلفوا عن الجهاد ، فتصبحوا خاسرين ثواب الدنيا والآخرة.
__________________
(١) فافصل بحكمك.
(٢) يسيرون فيها متحيّرين.