اللهِ إِنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١١٠) وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١١١) بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (١١٢) وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١١٣)) (١) (٢) (٣) [البقرة : ٢ / ١٠٩ ـ ١١٣].
تمنّى كثير من اليهود والنصارى أن يصرفوا المسلمين عن دينهم ، وأن يعودوا كفّارا بعد أن كانوا مؤمنين ، حسدا لهم ، عن طريق التشكيك في الدين ، وإلقاء الشبهات على المؤمنين ، وطلب بعضهم من بعض أن يؤمنوا أول النهار ، ويكفروا آخره ، ليتأسى بهم ضعاف الإيمان.
فاعفوا أيها المسلمون واصفحوا عن أفعالهم ، واصبروا حتى يأتي نصر الله لكم ، ويأذن الله بالقتال ، ويأتي أمره فيهم : وهو قتل بني قريظة ، وإجلاء بني النضير ، والله هو القادر على تحقيق النصر.
قال ابن عباس : نزلت في نفر من اليهود قالوا للمسلمين بعد أحد : ألم تروا إلى ما أصابكم ، ولو كنتم على الحق ، ما هزمتم ، فارجعوا إلى ديننا ، فهو خير لكم.
ومن أهم موجبات النصر : أداء الصلاة على وجه التمام والكمال ، وإيتاء الزكاة للمستحقين ، وتقديم الخير ، فكل ما تعملونه من خير ، تجدون جزاءه الوافي عند ربّكم ، والله عالم بجميع أعمالكم ، بصير بقليلها وكثيرها ، لا تخفى عليه خافية ، من خير أو شرّ ، فالصلاة والزكاة من أهم أسباب النصر في الدنيا ، وكذلك من أسباب السعادة في الآخرة.
__________________
(١) أي يهودا.
(٢) متمنياتهم الباطلة.
(٣) أخلص القصد والعبادة لله تعالى.