شيء ، كما يقال عليه : موجود ، ولكن ليس كمثله تبارك وتعالى شيء ، فالله شيء لا كالأشياء. وهذه الآية للرّد على المشركين القائلين للنّبي صلىاللهعليهوسلم : من يشهد لك بأنك رسول الله؟ فنزلت الآية.
وأردفها الله بأمر نبيّه بأن يخبر قومه : بأنه أوحي إلي هذا القرآن لأخوّفكم به العقاب والآخرة على تكذيبي ، وأخوف به كل من بلغه هذا القرآن من العرب وغير العرب (العجم) فهو نذير لكل من بلغه وعلم به ، ينذر من عصاه بالنار ، ويبشّر من أطاعه وآمن به بالجنة ، قال تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً) [البقرة : ٢ / ١١٩]. روى عبد الرّزاق عن قتادة في قوله تعالى : (لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «بلّغوا عن الله ، فمن بلغته آية من كتاب الله ، فقد بلغه أمر الله». وفي رواية أخرى : «يا أيها الناس ، بلّغوا عني ولو آية ، فإنه من بلّغ آية من كتاب الله تعالى ، فقد بلغه أمر الله تعالى ، أخذه أو تركه».
ومن أهم خصائص دعوة النّبي صلىاللهعليهوسلم التصريح بأن الإله إله واحد ، وهو الله عزوجل ، وأن هذا النّبي بريء مما يشرك به العرب وغيرهم من الأصنام والأوثان وغيرها.
إقرار غير المؤمنين بالحق والتوحيد
من المعلوم أن الحقيقة مرّة ، وأن الاعتراف بها يحتاج إلى جرأة وصراحة ، وقوة إيمان وصفاء نفس ، ولكن هذا الإقرار تحجبه أحيانا كثيرة المؤثرات المصلحية والعوامل المادّية والتّخوف من فقدان المنصب والجاه ، وضياع الذّات ، وخسارة ولاء الأتباع والأنصار ، والدليل على حجب الحقيقة الدينية الكبرى : اعتراف أهل الكتاب بصدق محمد صلىاللهعليهوسلم في دعوته ، وإعلان المشركين في الآخرة أنهم ما كانوا مشركين ، قال الله تعالى :