في الحياة ، فاحذروا الشيطان كما ورد في آية أخرى : (فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى (١١٧)) [طه : ٢٠ / ١١٧].
قال آدم وزوجته : ربّنا ظلمنا أنفسنا بمخالفتك وطاعة الشيطان ، عدوّنا وعدوّك ، وإن لم تستر ذنبنا وترض عنا وتقبل توبتنا ، لنكونن من الذين خسروا الدنيا والآخرة ، قال تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٣٧)) [البقرة : ٢ / ٣٧].
ثم أمر الله آدم وحواء بالهبوط أو النزول من الجنة ، في حال من التّعادي ، يعادي بعض الذّرية بعضا في الدنيا ، ويستقرّون فيها إلى أجل مسمى عند الله ، ويكون لهم فيها تمتّع إلى أجل محدود ، وفي الأرض يحيون ويموتون ، ثم يخرجون منها إلى دار البعث والجزاء بعد الموت حسبما يريد الله تعالى ، وقد وصف ذلك في آية أخرى : (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى) [طه : ٢٠ / ٥٥].
ويظل الحذر من الشيطان واجب الإنسان لينجو من وساوسه وغوائله ، ويستقيم في حياته ويسعد في الدنيا والآخرة.
روي أن آدم عليهالسلام أهبط بالهند ، وحواء بجدّة ، وتمنّاها بمنى ، وعرف حقيقة أمرها بعرفة ، ولقيها بجمع (١) ، وأهبط إبليس بميسان (٢).
__________________
(١) الجمع : هو المزدلفة ، وأيام منى تسمى أيام جمع ، ويوم عرفة يسمى يوم جمع.
(٢) ميسان : أرض واسعة كثيرة القرى والنخيل بين البصرة وواسط ، مركزها ميسان.