الخلائق جميعا إلى الله تعالى ، كما أنشأ هذه المخلوقات من العدم ابتداء يعيدها مرة أخرى ، فيجازي كل إنسان على عمله ، وهذا في ميزان العقل والمصلحة يتطلب إخلاص العبادة لله.
وعند العودة إلى الله وحال البعث والحساب الناس فريقان : فريق هداه الله ووفقه للعبادة والإيمان والإخلاص ، وهم المؤمنون المسلمون الخاضعون المنقادون لله وأوامره ، وفريق الضلالة الذين استوجبوا العذاب بسوء صنيعهم واختيارهم ، واتباعهم وسواس الشيطان ، إن هذا الفريق هم الذين اتخذوا الشياطين أنصارا وأعوانا من دون الله ، فقبلوا ما دعوهم إليه ، ولم يميزوا بين الحق والباطل ، ويظنون أنهم سائرون على درب الهداية والصواب ، مع أنهم هم الأخسرون أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. وهذا من فساد الرأي وسوء الفكر وضعف العقل ، فإن الحق أحق أن يتبع ، وإن من الحماقة والبلاهة أن يخطئ الإنسان ويزعم أنه على حق وسداد وهدى.
إباحة الزّينة والطّيّبات
إن الإسلام دين الوسطية والواقعية والاعتدال ، فلا يمنع النافع الموافق للطباع السليمة ، والملائم للأعراف الصحيحة ، والمنسجم مع مقتضيات الصحة والقوة ، والمدنية والحضارة. وإنما الذي يمنعه الإسلام هو الضّار أو الشيء القبيح الذي يؤذي النفوس ، ويناقض المصلحة ، ويسيء إلى الفرد والجماعة. وهذا هو منهاج القرآن الكريم الذي يبيح الزّينة وهي الثياب الساترة ، والمطعومات والمشروبات النافعة. قال الله تعالى :