بين نبي ونبي ، وإيمان بالكتب المنزلة من عند الله ، سواء كان الكتاب المنزل زبورا أم توراة أم إنجيلا أم قرآنا ، نؤمن بما نزل فيه كله ، ولا يقتصر الإيمان على بعضه والكفر بالبعض الآخر ، كما يفعل الذين جزّؤوا الدين ، وقطعوا الصلة بين الدين الأول والآخر ، فالدين كله لله ، ومن عند الله تعالى.
ولا بد مع الإيمان من العمل الصالح ، كإقامة الصلاة تامة الأركان والشروط مع الخشوع واستحضار القلب ، وإيتاء الزكاة المفروضة لمستحقيها على نحو دقيق شامل جميع أموال الزكاة من النقود والمواشي والزروع وأموال التجارة ، وإيتاء المال للمستحق مع حبّه له ، وهو إيتاؤه ذوي القرابة ، واليتامى والمساكين وأبناء السبيل (المنقطعين في السفر) والسائلين وتحرير الرقاب وفكاك الأسرى ، ففي المال حق آخر سوى الزكاة.
ومن أعلى درجات البر : الوفاء بالعهد والوعد وتنفيذ المعاهدات ، والصبر في البأساء (شدة الفقر) والضّراء (المرض والمصائب في المال والأهل) وحين البأس (وقت شدة القتال).
هؤلاء الموصوفون بما ذكر هم الصادقون في إيمانهم ، المتّقون عذاب الله ، الفائزون بثوابه وجنّته ورضوانه.
عقوبة القصاص
المنازعات والمخاصمات والاعتداءات ظاهرة اجتماعية مستمرة بين الناس بسبب الأطماع وحبّ السيطرة والتفوق والغلبة ، أو بسبب الشّجار وشدة الغضب وفقد الوعي ، أو حبّا للانتقام وأخذ الثأر ، وغير ذلك من الأسباب التي لا تتفق في شيء مع الخلق الكريم ، والدين والفضيلة ، أو الإنسانية ، فإن الخلق الكريم يأبى الإيذاء