والصيام مطهرة للنفس ، ومرضاة للرّب ، وليس فيه مشقة شديدة أو شيء لا يحتمل ، وإنما هو أيام معدودات قلائل في العام ، شهر واحد : «لو علمت أمتي ما في رمضان من الخير ، لتمنّت أن يكون السّنة كلها». وقال الله سبحانه عن الصوم : (أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٨٤)) (١) (٢) [البقرة : ٢ / ١٨٤].
وقد يسّر الله أداءه على الناس ، فأباح قضاء الصيام في أيام أخر للمسافر والمريض والحامل والمرضع ، قال الله تعالى : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٨٥))
أما الذين يتحملون الصوم بمشقة شديدة كالشيخ الفاني والمريض مرضا مزمنا فعليهم فدية ، إطعام مسكين (نصف صاع أو مدّان من حنطة عند الحنفية ، ومدّ عند الجمهور) ، ومن تطوع وزاد في الفدية على طعام مسكين فهو خير له وأكثر ثوابا ، وصوم هؤلاء المعذورين خير لهم إن علموا وجه الخيرية فيه وكونه لمصلحة المكلفين ، إذا لم يتضرّروا.
وقد تميز شهر رمضان بفضائل وميزات عديدة ، أهمها أن ابتداء نزول القرآن حدث في رمضان ، قال الله تعالى : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً
__________________
(١) يتحملونه بمشقة وشدة.
(٢) زاد في الفدية.