أي دفعة واحدة بلا فاصل زماني كنزول التوراة على الكليم في الميقات. ويقابله المبيّن فمادته تحكي عن الوضوح. يقال : بأن الأمر يبين ، فهو بيّن ، وأبان واستبان : كلّها للوضوح والانكشاف. (١)
وأمّا اصطلاحاً ، فكلّ كلام يكون قالباً للمعنى فهو مبيّن ، وخلافه مجمل ، فكأنّ المبيّن فيه تفصيل ، بخلاف المجمل فيه جمع.
٢. الإجمال والبيان وصفان نفسيان
إنّ الإجمال والبيان وصفان نفسيّان للكلام ، يجمعهما كون اللفظ قالباً للمعنى وعدمه ، وهذا شيء يوصف به الكلام بما هو هو من دون إضافة إلى شخص.
لكن الظاهر من المحقّق الخراساني « أنّهما وصفان إضافيّان ربما يكون مجملاً عند واحد لعدم معرفته بالوضع ، أو لتصادم ظهوره بما حَفَّ به لديه ، ومبيّناً لدى الآخر لمعرفته وعدم التصادم بنظره ».
يلاحظ عليه : إذا كان الملاك كونَ اللفظ على قَدَر المعنى وخلافه ، يكون الإجمال والبيان وصفان نفسيّان للكلام سواء أكان هناك مخاطب أو لا ، أو كان المخاطب عالماً باللغة أو لا.
أضف إلى ذلك انّه لو كان ملاك الإجمال جهل المخاطب باللغة ، يلزم أن يكون القرآن كلّه مجملاً عند من لا يعرف لغته ، ومبيّناً عند من يعرف ، ومن المقطوع عدم إرادة هذا منهما.
نعم يمكن وصف الإجمال والبيان بالنسبيّة لكن لا بهذا المعنى بل بمعنى آخر هو أن يكون الكلام مبيّناً من جهة ومجملاً من جهة أُخرى ، فقوله سبحانه :
__________________
١. المصباح المنير ، مادة بين.