١٠. الإتيان ، كما قال سبحانه : ( أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ ). (١)
١١. الغضب ، كما في قوله : ( وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِم ). (٢)
١٢. الرضا ، كما في قوله : ( رَضِيَ اللّهُ عَنْهُم ). (٣)
ونظير ذلك الآيات الدالّة على الجبر نحو قوله : ( يُضِلُّ مَنْ يَشاء وَيَهْدي مَنْ يَشاء ).
نعم إنّ كلتا الطائفتين يؤوّلون المتشابهات ، فأصحاب الزيغ يأخذون بالظاهر المتزلزل ذريعة لنشر البدع والضلالات ، وأمّا الآخرون فيؤوّلونه بإرجاع المتشابه إلى المحكمات التي هنّ أُمّ الكتاب.
٢. ما هو المراد من التأويل؟
إلى هنا تعرفّنا على الآيات المتشابهة ، وحان حين البحث عن تأويلها ، سواء أكان من أصحاب الزيغ أو من غيرهم ، فنقول : إنّ التأويل في مصطلح العلماء صرف الظاهر المستقرّ عن ظاهره ، وهذا التفسير للتأويل مصطلح للعلماء ولا صلة له بالتأويل في القرآن الكريم ، وأمّا تأويل المتشابه ، فهو تحقيق ظهوره ، والسعي وراء مراده وإرجاع ظهوره البدوي ، إلى الظهور الاستقراريّ ، وإليك بيانه :
التأويل مأخوذ من « آل يؤول » بمعنى رجع ، قال الراغب الاصفهاني : التأويل من الأوْل ، أي الرجوع إلى الأصل ، ومنه الموئِل للموضع الذي يرجع إليه ، وذلك هو ردّ الشيء إلى الغاية المرادة منه علماً كان أو فعلاً. (٤)
____________
١. الأنعام : ١٥٨.
٢. الفتح : ٦.
٣. المائدة : ١١٩.
٤. المفردات ، مادّة أول.