وعلى ذلك فالتأويل عبارة عن إرجاع الفعل أو الكلام المبهمين من خلال القرائن الموجودة ، إلى واقعه. وقد استعمل في القرآن المجيد في موارد ثلاثة :
أ. تأويل الفعل
يصف القرآن الكريم ردّ المنازعات إلى اللّه والرسول بقوله : ( أَحسن تأويلاً ) ، ويقول : ( يا أَيُّها الّذينَ آمَنُوا أَطيعُوا اللّه وَأَطيعُوا الرَّسُول وَأُولي الأَمْرِ مِنْكُم فَإِنْ تَنازَعْتُمْ في شَيء فردُّوه إِلى اللّه وإِلى الرسُول إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَاليَومِ الآخر ذلِكَ خَيْر وَأَحسَن تَأْويلاً ). (١)
أي أحسن مآلاً ، لأنّ في الرجوع إلى اللّه والرسول إحقاقاً للحق وإبطالاً للباطل ، على خلاف الرجوع إلى الجبت والطاغوت.
ومن هذا القبيل وصف الكيل بالعدل والإنصاف بقوله : ( أَحسن تأويلاً ) يقول سبحانه : ( وَأَوفُوا الكَيْل إِذا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالقِسْطاسِ الْمُسْتَقيم ذلِكَ خَيرٌ وَأَحسنُ تأويلاً ) فالمراد أحسن مآلاً لما يترتّب على إجراء العدل في عمليّة الوزن من المصالح والغايات الصحيحة.
فالتأويل في هذه الآيات بمعنى المآل والمرجع بما يترتب عليه من المصالح.
ب. تأويل النوم
قد شاع إضافة التأويل إلى الرؤيا في القرآن الكريم في غير واحد من الآيات نظير :
١. رؤية يوسف سجود أحد عشر كوكباً مع الشمس والقمر له.
__________________
١. النساء : ٥٩.