٢. رؤية أحد مصاحبيه في السجن أنّه يعصر خمراً.
٣. رؤية مصاحبه الآخر أنّه يحمل فوق رأسه خبزاً تأكل منه الطير.
٤. رؤية الملك سبع بقرات سمان وسبع عجاف.
فالتأويل في هذه الموارد عبارة عن إرجاع الرؤيا إلى حقيقتها ، فإنّ الإنسان في الرؤيا الصادقة يرى الواقع نفسه ولكن القوة المتخيّلة إلى حين الانتباه تتصرّف في ما رآه وتتغيّر كيفية الرؤيا وشكلها ، فالتأويل عبارة عن إرجاع الرؤيا إلى أُصولها وجذورها التي كانت عليها.
ج. تأويل المتشابه
قد تعرّفت على أنّ التأويل ربما يوصف به الفعل وأُخرى به الرؤيا وثالثة الكلام ، وليس المراد منه في القرآن الكريم هو صرف الظاهر عن وضعه الأصلي ، وإن ذكره ابن منظور في لسانه ، (١) فقال المراد بالتأويل نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأصلي إلى ما يحتاج إلى دليل لولاه ما ترك ظاهر اللفظ.
فلو صحّ ما ذكره فإنّما هو مصطلح جديد لا صلة له بالقرآن الكريم فإنّ ظاهر القرآن المستقرّ يستحيل منه العدول إلى معنى آخر ، إذ معنى ذلك أنّ القرآن يشتمل على ما لا يوافق العقل والعلم ، فيُعدل عن الظاهر لرفع التناقض ، سبحان من لايناقض كلامُه حكمَ العقل الحصيف ، والعلم الصحيح ، بل الوحي والعقل والعلم يسيرون جنباً إلى جنب ، وللتأويل في القرآن عند ما يقع وصفاً للكلام معنى آخر وهو الذي نذكره :
التأويل عبارة عن إرجاع الكلام الذي له ظهور بدويّ غير مستقرّ ، إلى
__________________
١. لسان العرب ، ج ١١ ، مادّة أول.