الظهور النهائي الاستقراري بالإمعان في القرائن المكتنفة بالآية.
وها نحن نذكر نماذج من هذا التأويل الذي هو بمعنى تحقيق ظهور الآية وإنهاء الظهور البدوي إلى الظهور النهائي.
١. إنّه سبحانه يحيط بالظالمين في الدنيا والآخرة إحاطة قيّوميّة ، فيحيط بالإنسان بشراشر وجوده وخصوصياته ، يقول سبحانه : ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَما كُنْتُم ). (١)
ويقول سبحانه : ( ما مِنْ نَجْوى ثَلاثة إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمسة إِلاّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثر إِلاّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنما كانُوا ثُمَّ يُنبئهُمْ بِما عَمِلُوا يَوم القِيامة ). (٢)
فهاتان الآيتان من الآيات المحكمة تبيّن لنا إحاطة وجوده سبحانه بعامة الممكنات إحاطة قيّوميّة.
ولكنّه سبحانه وتعالى يبيّن تلك الإحاطة القيّومية في مورد الظالم بتشبيه خاص بغية تقريب المراد ويقول : ( إِنّ رَبّك لَبِالْمِرصاد ). (٣)
وما ذلك إلا لأجل تشبيه الإحاطة القيومية بالأمر الحسّي وعند ذلك يعرض التشابه ، وما ذلك إلا لأنّ السلطة الحقيقية عند الناس هي سلطة الصياد بصيده إذا جلس في المرصاد وأخفى نفسه عنه وهو يراه ولا يراه هو ، فالآية لأجل تقريب سلطته الإحاطية إلى الأذهان يستخدم كلمة المرصاد ، وعندئذ يعرض التشابه للآية ، لكن أين سلطته سبحانه على الناس ، من سلطة الصياد على الصيد.
وعلى ضوء ذلك فالآية متشابهة من حيث الظهور البدوي ، ولكن بالإمعان
__________________
١. الحديد : ٤.
٢. المجادلة : ٧.
٣. الفجر : ١٤.