خرج عن طاعته ( الفاسقون ) وعدّ من الظالمين كما أنّ الهداية جزاء منه سبحانه لمن هو أناب إلى اللّه سبحانه ، فلا يصحّ تفسير هذه الآيات إلا بردّ المتشابه إلى المحكم.
٤. الراسخون في العلم والتأويل
إنّ الراسخين في العلم يعلمون تأويل المتشابه بشهادة أنّهم راسخون في العلم ، ولو كانوا غير عالمين به لكان الصحيح أن يقول وأمّا الراسخون في الإيمان ، وقد تضافرت الروايات على أنّ أئمّة أهل البيت عليهمالسلام هم الراسخون العالمون بتأويل المتشابه. نعم أئمّة أهل البيت عليهمالسلام هم المصداق الأوسط لهذا وإلا فالراسخون في العلم هم العلماء المتحلّون بالإيمان ، الذين لا يؤوّلون المتشابه برأي مسبق وإنّما يعوّلون على الآيات المحكمات في تفسير المتشابهات.
إلى هنا تمّ الكلام في المواضع الأربعة ممّا يرجع إلى المحكم والمتشابه.
إكمال :
التأويل في مقابل التنزيل
قد عرفت أنّ تأويل المتشابه إنّما هو إرجاع ظهوره المتزلزل إلى ظهوره المستقرّ على ضوء القرائن الموجودة في الآية وما في الكتاب العزيز من الآيات المحكمات ، وهناك مصطلح آخر للتأويل وهو : التأويل في مقابل التنزيل فللآية تنزيل ، كما أنّ لها تأويل ، فالمصداق الموجود في عصر الوحي تنزيله ، والمصاديق المتحقّقة في الأجيال الآتية تأويله ، وهذا من دلائل سعة آفاق القرآن ، فالقرآن كما يصفه الإمام يجري مجرى الشمس والقمر ، فينتفع منه كلّ جيل في عصره كما ينتفع بالشمس