والقمر عامّة الناس في عامّة الأجيال ، ولذلك يقول الإمام الصادق عليهالسلام : « إذا نزلت آية على رجل ثمّ مات ذلك الرجل ، ماتت الآية مات الكتاب! ، ولكنّه حيّ يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى ». (١)
نموذجان من التأويل في مقابل التنزيل
١. يقول سبحانه : ( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَولا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آية مِنْ رَبِّهِ إِنّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوم هاد ). (٢)
نصّ القرآن الكريم بأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بشخصه منذر كما نصّ بأنّ لكلّ قوم هاد ، وقد قام النبيّ بتعيين مصداق الهادي في حديثه ، وقال : « أنا المنذر وعليّ الهادي إلى أمري ». (٣)
ولكن المصداق لا ينحصر بعلي عليهالسلام ، بل الهداة الذين ظهروا عبر الزمان هم المصاديق الجديدة للآية المباركة ، ولذلك نرى الإمام الباقر عليهالسلام يقول : « رسول اللّه المنذر ، وعلي الهادي ، وكلّ إمام هاد للقرن الّذي هو فيه ». (٤)
فالمتحلّون بحلية الإيمان والعلم ، كلّهم هداة عبر الزمان فالمصاديق المتجددة ، تأويل للقرآن مقابل تنزيله.
٢. يقول سبحانه : ( وَإِنْ نَكَثُوا أَيمانهُمْ مِنْ بَعْد عَهْدِهِم وَطَعَنُوا في دِينكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّة الكُفر إِنَّهُمْ لا أَيمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُون ). (٥)
فتنزيل الآية هو مشركوا قريش وتأويلها هو الناكثون في عهد الإمام
__________________
١. نور الثقلين : ٢ / ٤٨٣ ، ح ٢٢.
٢. الرعد : ٧.
٣. نور الثقلين : ٢ / ٤٨٢.
٤. نور الثقلين : ٢ / ٤٨٥.
٥. التوبة : ١٢.