فصـول :
الفصل الأوّل : في كلامه في إثبات الجهة وردّه، فإنّ دعواه ثبوت الجهةوالفوق دون السفل، وأنّه تعالى مستو على العرش بذاته.
قال : وإنّه في السماء حقيقة، وعلى السماء حقيقة، وفي العرش حقيقة، وعلى العرش حقيقة. كلّ هذا في رسالته في إثبات الجهة (١) .
وقد ردّها الشيخ شهاب الدين بن جبرئيل الكلابي، وهي بتمامها في ترجمته في الجزء الخامس من طبقات الكبرى للتاج السبكي (٢) .
وقال ابن تيميّة في الرسالة المذكورة : إنّه فوق العرش، وإنّه فوق السماء (٣) .
وقال في آخر كلامه : إنّه فوق العرش حقيقة. وقال ذلك في أثناء كلامهونقله في موضع منها عن السلف (٤) .
وقال : لم أجد أحداً منهم قال : إنّه ليس في غير السماء، ولا إنّه ليس على العرش، ولا إنّه في كلّ مكان، ولا إنّ جميع الأمكنة بالنسبة إليه سواء، ولا إنّه لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصل ولا منفصل (٥) .
ثمّ قال بعد كلام : وذلك أنّ الله تعالى معنا حقيقة فوق العرش حقيقة، فقد أخبر الله تعالى أنّه فوق العرش، ويعلم كلّ شيء، وهو معنا
____________________
(١) انظر الرسالة الحموية مجموعة الفتاوى الجزء الخامس، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٩ : ٦١، والتوفيق الربّاني : ١٨٠ - ١٩٠.
(٢) طبقات الشافعية الكبرى ٩ : ٣٥.
(٣) مجموعة الفتاوى ٥ : ١٢.
(٤) نفس المصدر ٥ : ٦٨ - ٦٩.
(٥) نفس المصدر ٥ : ١٥.