المنافقين، ويلدّ في خصام الطاهرين، وأصحاب سيد المرسلين، ولا يرعى فيهم إلاًّ ولا ذمّةً.
هذا أصرح في بيانه أنّه كان مخذولا :
حتّى قال في صفحة ١٢١ ما لفظه : قاتل عليها حتّى غلب وسفكت الدماء بسبب المنازعة التي بينه وبين منازعه، ولم يحصل بالقتال لا مصلحة الدين ولا مصلحة الدنيا، ولا قوتل في خلافته كافر ولا فرح مسلم (١) . انتهى.
في أنّه لم يُؤخذ عنه العلم :
ومن نصبه قوله في صفحة ١٥٧ من الجزء الرابع من منهاج السنّة : وكلّ من الصحابة الذين سكنوا الأمصار أخذ عنه الناس الإيمان والدين، وأكثر المسلمين بالمشرق والمغرب لم يأخذوا عن عليّ شيئاً، فإنّه كان ساكناً بالمدينة وأهل المدينة لم يكونوا يحتاجون إليه، ولما ذهب إلى الكوفة كان أهل الكوفة قبل أن يأتيهم قد أخذوا الدين عن سعد بن أبي الوقّاص، وابن مسعود، وحذيفة، وعمّار، وأبي موسى، وغيرهم (٢) . إلى آخر كلامه الممحّض في النصب والتشنيع والتنقيص.
وفي مناقب أحمد بن حنبل أخرج : أنّ عمر بن الخطّاب إذا أشكل عليه شيء أخذ من عليّ رضياللهعنه (٣) .
____________________
(١) منهاج السنّة ٧ : ٤٥٤.
(٢) نفس المصدر ٨ : ٤٩ - ٥٠.
(٣) مناقب أحمد بن حنبل حكاه عنه محبّ الطبري في الرياض النضرة ٣ : ١٦٢، ذخائر العقبى : ٨٩، ينابيع المودّة للقندوزي ٢ : ١٧٢، الغدير ٣ : ٩٨.