جماعة منهم : صاحب كشف الظنون في موضعين من كتابه :
أحدهما : عند ذكره كتاب الردّ الوافر على من زعم أنّ من أطلق على ابن تيميّة شيخ الإسلام كافر، في باب حرف الراء (١) .
والموضع الثاني : في باب الباء في لفظ بحث، قال : وبالغ العلاء حتّى صرّح بكفر من أطلق عليه شيخ الإسلام (٢) ، انتهى.
أقول : ليس مبالغة بل هو الصواب الحقّ الموافق للقواعد الشرعيّة، لكن لم يلتفتوا إلى مراد العلاء، فإنّ العلاء أجلّ من ذلك، ولا يجازف في القول، بل الْتَفَتَ إلى فرع لم يلتفت إليه أحد قبله، فإنّ من أطلق على ابن تيميّة الزائغ العقيدة شيخ الإسلام على الحقيقة، لا يريد إلاّ إظهار صحة عقيدته وتقويته في بدعته وكفره، فهو شريكه في العقيدة حينئذ فهو كافر; لأنّه أثبت كفره وكفر من اعتقد صحة عقيدته; لما فيها من التشبيه والتجسيم القبيح، وتنقيص الأنبياء والأولياء، والنصب لأهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وإثبات قدم نوع العالم، وقدم جنس العرش، وإثبات حوادث لا نهاية لها في ذات الربّ، وأمثال ذلك ممّا هو كفر عند المسلمين، وفتوى العلاء هي الفتوى الحقّ والقول الصدق رغماً على أنف كلّ حشوي مجسّم. والحمد لله ربّ العالمين.
وهذا العلائي هو الإمام صلاح الدين العلائي شيخ شيوخ الحافظ ابن حجر العسقلانيّ.
شهادة الحصني :
هداية : فيها شهادة على ابن تيميّة الناصب أنّه كفّر عبد الله بن عبّاس
____________________
(١) كشف الظنون ١ : ٨٣٨.
(٢) نفس المصدر ١ : ٢٢٠.