وما تقدّم في شهادة تقي الدين السبكي في السيف الصقيل أنّه شقّ العصا وشوّش عقائد المسلمين وأغرى بينهم، واتّفق العلماء على حبسه الحبس الطويل، فحبسه السلطان ومنعه من الكتابة في الحبس، وأن لايدخل عليه بدواة ومات في الحبس (١) . انتهى.
وتقدّم في شهادة الحافظ العسقلاني في الدرر الكامنة أنّ علماء عصره منهم من حكم عليه بالقول بالتحيّز والتجسيم، ومنهم من حكم عليه بالزندقة، ومنهم من حكم عليه بالنفاق، وأنّ الحكم عليه بالزندقة من جهة منعه الاستغاثة بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبالنفاق لبغضه لعلي بن أبي طالب عليهالسلام (٢) .
النوع الثامن : من المشهود به عليه اتّصافه بالزور والكذب والبهتان كما تقدّم في شهادة ابن حجر في أشرف الوسائل (٣) .
وتقدّم شهادته في الجوهر المنظم بما هذا لفظه : وبرز له من قوّة الافتراءوالكذب ما أعقبه الهوان وأوجب له الحرمان، وأنّه زعم أنّ جميع الأحاديث الواردة في زيارة القبر المكرّم موضوعة (٤) ، ونسب حديثاً إلى الصحيحين ـلايوجد فيهما ذكر في معارضته حديث المنزلة في حقّ عليّ عليهالسلام.
قال في منهاج السنّة : ألا ترى إلى ما ثبت في الصحيحين من قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في حديث الأسارى لمّا استشار أبا بكر فأشار بالفداء واستشار عمر فأشار بالقتل قال : «سأُخبركم عن صاحبيكم مثلك يا أبا بكر مثل
____________________
(١) راجع ص : ٤١ - ٤٢.
(٢) راجع ص : ٦٦ - ٦٧.
(٣) راجع ص : ٩١.
(٤) راجع ص : ٨٥.