شهادة الشيخ محمّد البرنسي في إتحاف أهل العرفان :
هداية : فيها شهادة على ابن تيميّة بإدعائه حرمة السفر لزيارة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنّ الصلاة لا تقصر فيه بعصيان المسافر به، وبادّعائه الجهة والتجسيم، ونسبة من لم يعتقدهما إلى الضلالة والتأثيم، وأنّه خالف الأئمّة في مسائل كثيرة، واستدرك على الخلفاء الراشدين حتّى سقط من أعين علماء الاُمّة، وصار مثلة بين العوام فضلا عن الأئمّة، وأنّه تعقّب العلماء كلماته الفاسدة، وزيّفوا حججه الداحضة الكاسدة، وأظهروا عوار سقطاته، وبيّنوا قبائح أوهامه وغلطاته، شهد عليه بذلك الشيخ الإمام، الحبر الهمام، سند المحدّثين، الشيخ محمّد البرنسي في كتابه إتحاف أهل العرفان برؤيّة الأنبياء والملائكة والجان، قال ما لفظه :
وقد تجاسر ابن تيميّة الحنبلي ـ عامله الله تعالى بعدله ـ وادّعى أنّ السفر لزيارة قبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حرام، وإنّ الصلاة لا تقصر فيه لعصيان المسافر به، وأطال في ذلك بما تمجّه الأسماع وتنفر منه الطباع، وقد عاد شؤم كلامه عليه حتّى تجاوز الجناب الأقدس المستحق لكلّ كمال أنفس (١) ، وخرق سياج الكبرياء والجلال، وحاول إثبات ما ينافي العظمة والكمال، بإدّعائه الجهة والتجسيم، ونسبة من لم يعتقدهما إلى الضلالة والتأثيم، وأظهر هذا الأمر على المنابر، وشاع وذاع ذكره بين الأكابر والأصاغر، وخالف الأئمّة المجتهدين في مسائل كثيرة، واستدرك على الخلفاء الراشدين باعتراضات سخيفة حقيرة، فسقط من أعين علماء الاُمّة، وصار مثلة بين العوام فضلا عن الأئمّة، وتعقّب العلماء كلماته الفاسدة، وزيّفوا
____________________
(١) في نسخة الأصل : النفس بدل : أنفس.