لكان الجواب : أنّ المجتهد إذا كان دون عليّ لم يتناوله الوعيد فعليّ أولى أن لا يتناوله الوعيد لاجتهاده، وبهذا يجاب عن خروج عائشة، وإذا كان المجتهد مُخطئاً فالخطأ مغفور بالكتاب والسنّة (١) . انتهى، فتأمّل.
رميه بالمقاتلة للرئاسة، مخالفته للرسول في ذلك، فهو كافر :
وأظهر تمام مكنونه ونصبه في صفحة ٢٣٣ من هذا الجزء الثاني قال ما لفظه : ثمّ يقال لهؤلاء الرافضة : لو قالت لكم الناصبة : عليّ قد استحلّ دماء المسلمين وقاتلهم بغير أمر الله ورسوله على رئاسة وقد قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» (٢) وقال : «لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض» (٣) فيكون عليّ كافراً لذلك، لم تكن حجتكم أقوى من حجّتهم، لأنّ الأحاديث التي احتجّوا بها صحيحة (٤) . انتهى.
فهل يبقى لمسلم شكّ في نصب ابن تيميّة ونفاقه؟! لا والله لا يفوه بهذامن كان له أدنى مَوَدَّة لعليّ المشهود له بالطهارة في القرآن (٥) ، وأنّه نفس رسول الله في آية المباهلة (٦) ، وأنّه من رسول الله ورسول الله
____________________
(١) منهاج السنّة ٤ : ٣٢٠ - ٣٢١.
(٢) صحيح البخاري ١ : ٨٧ الباب ٣٧ الحديث ٤٧، صحيح مسلم ١ : ٨١ / ١١٦.
(٣) سنن النسائي ٧ : ١٢٧، مسند أحمد بن حنبل ١ : ٢٣٠ و ٢ : ٨٥.
(٤) منهاج السنّة ٤ : ٤٩٩ - ٥٠٠.
(٥) الآية ٣٣ من سورة الأحزاب، وانظر مسند أحمد بن حنبل ١ : ٣٣١ و ٣ : ٢٥٩ و٤ : ١٠٧ و٦ : ٢٩٢، صحيح مسلم ٤ : ١٨٨٣ / ٢٤٢٤، سنن الترمذي ٥ : ٣٠ / ٣٢٥٨، المستدرك للحاكم ٢ : ٤١٦ و٣ : ١٣٣ - ١٤٧، ١٥٨، السنن الكبرى للبيهقي ٢ : ١٤٩، مسند أبي داوُد الطيالسي : ٢٧٤، مصنّف ابن أبي شيبة ٦ : ٣٧٣ / ٣٢٠٩٣ - ٣٢٠٩٤ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١١٣ الأحاديث ٨٤٠٩، ٨٤٥٣، ٨٤٥٤، ٨٤٥٩.
(٦) سورة آل عمران ٣ : ٦١، راجع تفسير الطبري ٣ : ٢١٢ - ٢١٣، مناقب أبن