قد أمر بطاعة اُولي الأمر، وطاعة ولي الأمر طاعة الله، ومعصيته معصيّة الله، فمن سخط أمره وحكمه فقد سخط أمر الله وحكمه، وعلي عليهالسلام وفاطمة عليهاالسلام ردّا أمر الله، وسخطا حكمه، وكرها ما رضي الله; لأنّ الله يرضيه طاعته وطاعة ولي الأمر طاعته، ومن كره طاعة ولي الأمر فقد كره رضوان الله، والله يسخط بمعصيته، ومعصيّة ولي الأمر معصيته، فمن اتّبع معصية ولي الأمر فقد اتّبع ما سخط الله وكره رضوانه (١) . انتهى.
وهذا التشنيع كفر بإجماع الأئمّة الأربع كما في خلاصة الكلام للمفتي أحمد ابن زيني دحلان (٢) ، فراجع التنبيه الخامس أيضاً.
شهادة أبي بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الدين العلوي (٣) :
هداية : فيها شهادة على ابن تيميّة بأنّه جعل علياً عليهالسلام مضرباً للأمثال في الخطأ والميل إلى الدنيا وارتكاب الهفوات، وأنّه لم ترد في حقّ علي عليهالسلام فضيلة تخصّه من بين الصحابة أصلا.
شهد عليه بذلك العلاّمة السيد أبو بكر عبد الرحمن بن شهاب الدين العلوي الحسيني الحضرمي الاُستاذ بمدرسة دار العلوم في حيدر آباد دكن بالهند أطال الله بقاءه، في كتابه وجوب الحميّة عن مضار الرقية في صفحة ١١ قال : إلاّ ما يدّعيه ابن تيميّة من تكذيب غالـب الأحاديث الواردة في فضل علي عليهالسلام ، وابن تيميّة غير مؤتمن في هذا الباب; لأنّه التزم الردّ على الشيعة بما استطاع من قول وتكذيب وتكفير وتفسيق، حتّى جعل
____________________
(١) منهاج السنّة ٤ : ٢٥٦.
(٢) خلاصة الكلام : ٣٠٣.
(٣) الحسيني الحضرمي الشافعي، من آل السقّاف، ولد سنة ١٢٦٢ هـ وتوفّي سنة ١٣٤١ هـ. هدية العارفين ١ : ٢٤١، الذريعة ٢ : ٢٣٤ و ٣ : ٤٦٧ و٧ : ٩٣ / ٤٧٧.