مع من وافقهم! فمن الناس من يعدّ من بدعهم : الجهر بالبسملة ووافقهم بعض، وترك المسح على الخفين إما مطلقاً وإمّا في الحضر، والقنوت في الفجر، ومتعة الحجّ، ومنع لزوم الطلاق البدعي، وتسطيح القبور، وإسبال اليدين في الصلاة، ونحو ذلك من المسائل التي تنازع فيها علماء السنّة، وقد يكون الصواب فيها للقول الذي يوافقهم (١) .
فنحن لا نريد الإطالة في أمثال هذه البحوث، لأنّ هذا الكتاب قد خصص لهذا الغرض وإليك بعض سماته ومميزاته :
ميزات الكتاب :
امتاز كتاب البراهين الجلية بعدّة ميزات، أهمّها ما يلي :
١ ـ استخدم المؤلِّف في كتابه اُسلوب الردّ غير المباشر بالاعتماد على علماء عصر ابن تيمية، ومن أهل نحلته ـ من علماء السنّة ليكشف عن زيف وبطلان آرائه وتصوراته. إذ كفّره الكثيرون من هؤلاء الأعلام حتّى شكوه إلى السلطان، فأودعه السلطان السجن مرّتين، وفي الثالثة حبسه حتّى مات في السجن.
٢ ـ اعتماده الدقّة والتأمّل في النقل ومتابعته للمصادر، حيث كان المؤلّف يشير إلى اسم الكتاب والمجلّد والصفحة، وتاريخ ومحل الطبع، ليكون عمله وثائقياً وشاهداً على صحّة نقله وتأمّله.
نحن والكتاب :
بعد أن وقع الاختيار على هذا الكتاب من قبل اللجنة العلمية المشرفة
____________________
(١) منهاج السنّة ١ : ١٠.