رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : فكما أنّ مريم أحصنت فرجها فنفخ الله فيها من روحه ورزقها عيسى جزاء إحصانها، كذلك فاطمة أحصنت فرجها فحرّم الله ذريّتها على النار، ألا تراه صلىاللهعليهوآلهوسلم جاء أيضاً بالفاء، فما يورد ابن تيميّة من النقض بسارةوغيرها نقض على الله وعلى رسوله، فما يكون جوابه عن آية مريم فهوالجواب عن حديث فاطمة لكن الله أعماه وأصمّه ( فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الابْصَـرُ وَلَـكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ )(١) ونعوذ بالله من العمى.
في تنقيص ابن تيميّة من الإمام الجواد بن الرضا عليهماالسلام :
فصل : ونقص من الإمام الجواد محمّد بن علي الرضا، وأنكر من فضله ما هو أظهر من الشمس، واستدرك عليه بما فضح به نفسه وأظهر به نصبه وعداوته لأهل البيت، فها أنا ذاكر ما ذكره فليتأمّل المنصف ويحكم فيما بينه وبين ربّه.
قال في صفحة ١٢٧ من الجزء الثاني من منهاج الحشوية الذي سمّاه منهاج السنّة : فصل قال الرافضي : وكان محمّد بن عليّ الجواد على منهاج أبيه في العلم والجود والتقى، ولمّا مات أبوه الرضا شغف بحبّه المأمون لكثرة علمه ودينه ووفور عقله مع صغر سنّه، وأراد أن يزوّجه ابنته اُم الفضل، وكان قد زوّج أباه ابنته اُم حبيبه، فعظم ذلك على العبّاسيّين واستنكروه وخافوا أن يخرج الأمر منهم، وأن يبايعه كما بايع أباه، فاجتمع الأدنون منه وسألوه ترك ذلك، وقالوا : إنّه صغير السنّ لا علم عنده. فقال : أنا أعرف به منكم فإن شئتم فامتحنوه. فرضوا بذلك وجعلوا للقاضي يحيى
____________________
(١) سورة الحجّ ٢٢ : ٤٦.