والجنس يميل إلى الجنس، وبالجملة فابن تيميّة كان من الذين يسعون في الأرض الفساد، كلّ ذلك من حرصه على حبّ الرياسة وحبّ الدنيا، لكنه بحمد الله تعالى مخذول منكوب أضلّه الله وأغواه، وألبسه رداء الخزي وأرداه كما شهد عليه بذلك الأئمّة الأعلام عامله الله بعدله.
[شهادة سلطان عصر ابن تيميّة عليه بفضاحات أقواله] :
هداية : فيها شهادة على ابن تيميّة بانعقاد إجماع العلماء الأعلام على خلافه، وبأنّه صرّح هو وأتباعه في حقّ الله بالحرف والصوت والتجسيم، شهد عليه بذلك سلطان عصره الملك العادل فيما كتبه في إعلام الناس بفضاحات أقواله وفساد عقيدته، وهو منشور طويل أخرجه العلاّمة المفتي صدر الدين بهادر خان الهندي في كتابه منتهى المقال في حديث شدّ الرحال، ذكره بطوله، وفيه ما لفظه :
وكان الشقي ابن تيميّة في هذه المدّة قد بسط لسان قلمه، ومدّ عنان كلمه، وتحدّث في مسائل القرآن والصفات، ونصّ في كلامه على اُمور منكرات، وتكلّم فيما سكت عنه الصحابة والتابعون، وفاه بما يمجّه السلف الصالحون، وأتى في ذلك بما أنكره أئمة الإسلام، وانعقد على خلافه إجماع العلماء الأعلام ، واشتهر من فتواه في البلاد ما أسخف به عقول العوام، وخالف في ذلك علماء عصره وفقهاء شامه ومصره، وبعث رسائله إلى كلّ مكان، وسمّى كتبه أسماء ما أنزل الله بها من سلطان، ولمّا اتّصل بنا ذلك، وما سلكه من المسالك، وما أظهره من هذه الأحوال وأشاعوه، وعلمنا أنّه استخفّ قومه وأطاعوه، حتّى اتّصل بنا أنّهم صرحوا في حقّ الله بالحرف والصوت والتجسيم، فقمنا في حقّ الله تعالى مشفقين من هذا النبأ