وصحّح له الحاكم في المستدرك (١) ، وروى عنه الإمام أحمد في المسند (٢) ، وهو لم يكن يروي إلاّ عن ثقة، وقد صرّح ابن تيميّة بذلك في كتاب الردّ على البكري، قال : إنّ العالمين بالجرح والتعديل من علماء الحديث نوعان : منهم مَن لم يرو إلاّ عن ثقة عنده، كمالك وشعبة ويحيى ابن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل (٣) .
فقد كفانا ابن تيميّة بهذا الكلام مؤونة إثباته، وحينئذ لا يبقى له مطعن فيه، فما نقله الأثرم، فهو ممّا رجع عنه أحمد إن صحّ النقل، وإلاّ فالعيان يغني عن الخبر، فابن تيميّة راو لحديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على كلّ حال.
[شهادة أبي الفداء في تاريخه] :
هداية : فيها شهادة بالتجسيم على ابن تيميّة، قال أبو الفداء (٤) في تاريخه في صفحة ٥٤ من الجزء الرابع من أوّل طبعة ما لفظه : وفيها يعني سنة خمسوسبعمائة اُستدعي تقي الدين أحمد بن تيميّة من دمشق إلى مصر، وعقد له مجلس، وأمسك وأودع الاعتقال بسبب عقيدته، فإنّه كان يقول بالتجسيم على ما هو منسوب إلى ابن حنبل. انتهى (٥) .
____________________
(١) المستدرك للحاكم ٣ : ١٣٨.
(٢) مسند أحمد ١ : ١١١، ٢٥١، ٣٢٤.
(٣) انظر الرد على البكري (تلخيص الاستغاثة) ١ : ٧٧.
(٤) الملك المؤيّد إسماعيل بن علي بن محمود بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب بن شاذي، صاحب حماة، مؤرّخ، جغرافي، رحل إلى مصر واتّصل بالملك الناصر فأحبّه وأقامه سـلطاناً على حماة، توفّي سـنة ٧٣٢ ه ، انظر الأعلام للزركلي ١ : ٣١٩.
(٥) تاريخ أبي الفداء ٢ : ٣٩٢.