قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من سبّ أهل بيتي فأنا بريء منه والإسلام» (١) .
قال بعضهم : هذا الحديث أيضاً مصرّح بكفر من سبّ شريفاً والعياذ بالله تعالى، وإذا كانت اللعنة وهي الطرد عن رحمة الله تعالى واقعة من الله ورسوله ومن كلّ نبي على من استحلّ منهم ما حرّم الله تعالى كما في حديث عائشة فلا يبعد كفر السابّ لهم لا سيما إن كان السبّ مقروناً باستخفاف بمقام الشرف أو استحلال لذلك (٢) ، انتهى.
أقول : حديث عايشة الذي أشار إليه ما رواه الطبراني في الكبير وابن حبّان في صحيحه والحاكم وقالا : صحيح عن عائشة : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «ستّة لعنهم الله وكلّ نبي مجاب» وعدّ منهم : «المستحل من عترتي ماحرّم الله» (٣) .
وعن عليّ كرّم الله وجهه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من آذاني في عترتي فعليه لعنة الله» أخرجه الجعابي في الطالبيين (٤) .
وفي روض الأخيار عن عليّ كرّم الله وجهه مرفوعاً : «الويل لظالم
____________________
(١) رشفة الصادي : ١١٢، والحديث في ينابيع المودّة ٢ : ٣٧٨ / ٧٤، نقلاً عن الجعابي في الطالبيين، والجعابي : هو محمّد بن عمر بن سعد بن سالم بن البراء بن سبرة بن سيّار أبو بكر التميمي، قاض الموصل، يعرف بابن الجعابي، المولود سنة ٢٨٤ هـ المتوفّي سنة ٣٥٥ هـ كان هو وأبوه من مشايخ الشيخ المفيد رحمهالله ، كان من حفاظ الحديث، وأجلاء أهل العلم. رجال النجاشي : ٣٩٤ / ١٠٥٥، سير أعلام النبلاء ١٦ : ٨٨ / ٦٩.
(٢) حكاه في رشفة الصادي : ١١١ - ١١٢. وانظر ملحقات إحقاق الحقّ ٩ : ٦٧٣.
(٣) المعجم الكبير ٣ : ١٢٦ / ٢٨٨٣، صحيح ابن حبّان ٣ : ٦٠ / ٥٧٤٩، المستدرك للحاكم ١ : ٣٦ و ٢ : ٥٢٥ و ٤ : ٩٠.
(٤) عنه في جواهر العقدين ٢ : ٢٥٨، ورشفة الصادي : ١٠٧، وينابيع المودّة ٢ : ٣٧٧ / ٧٠.