أكابر المحدّثين، وقد وصفه بذلك الملاّ علي القارئ في المرقاة شرح المشكاة، وصاحب منتهى الكلام، واعتمدا كتابه وما فيه، وكذا الملاّ يعقوب (١) في [البحر الجاري، وعبد الحقّ الدهلوي] (٢) في مدارج النبوّة ورجال المشكاة، وشاه ولي الله والد صاحب التحفة، والملاّ عبد العزيز الدهلوي في إزالة الخفاء، نقلوا عن روضة الأحباب، واعتمدوها، واحتجّوا بما روي فيها، وإنّما رمى ابن تيميّة الحديث بالوضع لعدم فهمه فقهه ومعناه، وستعرف أنّه على اُصول السنّة، وأنّهم الأئمّة والأقطاب وولاة الولاية لا غيرهم عند ردّنا على ما سنذكره من كلام ابن تيميّة في المهدي المنتظر محمّد بن الحسن العسكري.
رواية اُخرى :
وأيضاً رأيت في ينابيع المودّة تأليف الشيخ سليمان الحسيني البلخي القندوزي الحلبي النقشبندي رحمهالله رواية طويلة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيها تلقيب الإمام محمّد بن عليّ الباقر بالباقر، ذكرها في الباب السادس والسبعين، قال ما لفظه بحروفه : وفي المناقب عن واثلة بن الأصقع بن قرخاب (٣) ، عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ قال : دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبرني عمّا ليس
____________________
(١) أبو يوسف يعقوب البناني اللاهوري، ولد ونشأ بلاهور، وقرأ على أساتذتها، ولي مدرسة الشاهجهانيّة، من مصنّفاته : الخير الجاري شرح للبخاري، وغيره، توفّي سنة ١٠٩٨ هـ. نزهة الخواطر ٥ : ٤٣٩.
(٢) الزيادة لابدّ منها; لأن المدارج والرجال للدهلوي. انظر عبقات الأنوار ١ : ٣٢٥.
(٣) كذا في النسختين، وفي الينابيع : الأسقع بدل : الأصقع. والمعروف : واثلة بن الأسقع أبو قرصافة، من أهل الصفّة. انظر سير أعلام النبلاء ٥ : ٣٧٩ / ٥٧.