وكرها ما رضى الله، لأنّ الله يرضيه طاعته وطاعة ولي الأمر، فمن كره طاعة ولي الأمر فقد كره رضوان الله، والله يسخط لمعصيته، ومعصية ولي الأمر معصيته، فمن اتّبع معصية ولي الأمر فقد اتّبع ما أسخط الله وكره رضوانه (١) . إلى آخره.
أقول : بل كان لهم من الشبهات والتأويلات ما يمنع علمهم بوجوب متابعة أبي بكر، فكيف جاز لابن تيميّة التشنيع عليهما بذلك؟! وقد حكى هذا الكلام الشيخ صدر الدين بن بهادر خان في كتاب منتهى المقال في شرح حديث شدّ الرحال عن ابن تيميّة من كتابه المذكور، وحكم عليه بالتشنيع في حقّ أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وسيأتي نقل عبارته في الشهادات إن شاءالله.
التشنيع بخروجه عن المدينة :
وقال في صفحـة ١٨٦ من الجـزء الثاني : [لو قال قائل] (٢) : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إنّ المدينة تنفي خبثَها وينصع طيبُها» (٣) ، وقال : «لا يخرج أحد من المدينة رغبة عنها إلاّ أبدلها الله خيراً منه» أخرجه في الموطّأ (٤) ، وقال : إنّ علياً خرج منها ولم يُقِم بها كما أقام الخلفاء قبله، ولهذا لم تجتمع عليه الكلمة.
____________________
(١) منهاج السنّة ٤ : ٢٥٦ - ٢٥٧.
(٢) الزيادة من المصدر
(٣) انظر صحيح البخاري ٣ : ٥٩ الباب ٨٥ الحديث ١٤٢، صحيح مسلم ٢ : ١٠٠٦ / ١٣٨٣، المصنّف لعبد الرزاق ٩ : ١١٨ / ١٧١٦٤.
(٤) الموطأ ٢ : ٨٨٧ / ٦، مسند أحمد بن حنبل ١ : ١٨٥، المصنّف لعبد الرزاق ٩ : ١١٨، المستدرك للحاكم ٤ : ٤٥٤.