فإن قيل : لم قال صلىاللهعليهوآلهوسلم للحسن : «أما شعرت» والحسن بن علي كان في ذلك الوقت رضيعاً لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «كخ كخ» فإنّه لا يقال ذلك إلاّ للرضيع؟
قلنا : لأنّ الحسن لم يكن كغيره، فإنّه في هذا السنّ كان يطالع اللّوح، إذعلومهم لدنيّة وُهِبُوها، ولم تكن من العلوم الكسبيّة التي تتوقّف على الكسب والبلوغ إلى حدّ يمكن فيه الكسب (١) . انتهى.
أقول : ويشهد له ما أخرجه الطبراني في معجمه، والسيوطي في جمع الجوامع، وعليّ المتقي في كنز العمّال، والسيّد علي بن شهاب الدين الهمداني في مودة القربى وروضة الفردوس، والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى، وغيرهم : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «من سرّه أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي فليوالِ عليّاً من بعدي، وليوالِ وليّه، وليقتد بإهل بيتي من بعدي، فإنّهم عترتي، خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي، فويل للمكذّبين بفضلهم من اُمّتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي» (٢) .
والأئمّة الاثنا عشر هم القدر المتيقّن من أهل بيته، المخصوصين الذين فضّلوا كتاباً وسنّةً بفضائل خاصّة شهيرة.
إنّ التدبّر فيما جاء من حديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الأئمّة الاثنى عشر عموماً وخصوصاً كيفاً وكمّاً صريحاً وإشارةً، يدلّ على أنّ علمهم لدنّي
____________________
(١) انظر فتح الباري ٣ : ٢٧٦ - ٢٧٧، ملحقات إحقاق الحقّ ٢ : ٣١٢.
(٢) المعجم الكبير للطبراني ٥ : ١٩٤ / ٥٠٦١، جمع الجوامع (جامع الأحاديث) ٩ : ٣١٣ / ٢٧٧١، حلية الأولياء ١ : ٨٦، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩ : ١٧٠، تاريخ دمشق ٤٢ : ٤٢ : ٢٤، كنز العمال ١٢ : ١٠٣ / ٣٤١٩٨، ينابيع المودّة ١ : ٣٧٩ / ٢، المستدرك للحاكم ٣ : ١٢٨، مجمع الزوائد ٩ : ١٠٨، التدوين في أخبار قزوين ٢ : ٤٨٥.