الفاسدة وحججه الكاسدة، حتّى أظهروا عوار سقطاته وقبائح أوهامه وغلطاته كالعزّ ابن جماعة عبد أضلّه الله وأغواه، وألبسه رداء الخزي وأرداه، برز له من قوّة الكذب والافتراء ما أعقبه الهوان وأوجب له الحرمان...
ولقد تصدّى شيخ الإسلام وعالم الأنام المجمع على جلالته واجتهاده وصلاحه وأمانته التقي السبكي ـ قدّس الله روحه ونوّر ضريحه ـ للردّ عليه في تصنيف مستقلّ، أفاد فيه وأجاد، فأصاب وأوضح بباهر حججه طريق الصواب، فشكر الله مسعاه وأقام عليه شآبيب رحمته ورضاه...
ومن عجائب الوجود ما تجاسر عليه بعض السرجاء (١) من الحنابلة (٢) ، فغبر في وجوه مخدّراته الحسان، التي لم يطمثهنّ إنس قبله ولا جان، وأتى بمادلّ على جهله، وأظهر عوار غباوته وعدم فضله، فليته إذ جهل استحيى من ربّه ، وعساه إذا فرّط وأفرط رجع إلى لبّه، لكن إذا غلبت الشقاوة استحكمت الغباوة فعياذاً بك اللّهم من ذلك، وضراعة إليك من أن تديم لنا سلوك أعظم المسالك...
هذا ما وقع من ابن تيميّة ممّا ذكر، وإن كان عثرة لا تقال أبداً، ومعصيّة يستمرّ عليه شؤمها دواماً وسرمداً، ليس بعجب فإنّه سولّت له نفسهوهواه وشيطانه أنّه ضرب مع المجتهدين بسهم صائب، وما دَرَى المحروم أنّه أتى بأقبح المعائب; إذ خالف إجماعهم في مسائل كثيرة،
____________________
(١) في المصدر : السذّج بدل : السرجاء. وما في المتن موافق لنسخة العبقات.
(٢) وهو ابن عبد الهادي الحنبلي المتوفّي سنة ٧٤٤ هـ، وقد ترجمه ابن رجب في طبقات الحنابلة، واسم الردّ : الصارم المنكي في الردّ على السبكي، وقد ردّه جماعة منهم : ابن علان في كتابه : المبرد المبكي في ردّ الصارم المبكي، والبرهان السمنودي في نصرة الإمام السبكي بردّ الصارم المنكي، وابن حجر في : الإثارة بطرق حديث الزيارة.