شهادة ابن حجر في الجوهر المنظم :
هداية : فيها شهادة على ابن تيميّة بأنّه عبد أضلّه الله وأغواه، وألبسه رداءالخزي وأرداه، وبأنّه ذو ملكة في الافتراء والكذب، وأنّه خالف إجماع العلماء في مسائل كثيرة، واعترض حتّى على الخلفاء بأشياء سخيفة، وقال بالجهة والجسميّة، وتضليل من لم يعتقد ذلك من المتقدّمين والمتأخّرين، وأنّ أهل عصره من العلماء حكموا بقتله أو حبسه، شهد عليه بذلك الشيخ الإمام العلاّمة ابن حجر المكّي في الجوهر المنظم في زيارة القبر المكرّم ، قال ما لفظه :
فإن قلت : كيف تحكي الإجماع السابق على مشروعيّة الزيارة والسفر إليها وطلبها وابن تيميّة من متأخري الحنابلة منكر لمشروعيّة ذلك كلّه كما رآه السبكي من خطّه، وأطال ـ يعني ابن تيميّة ـ في الاستدلال لذلك بما تمجّه الأسماع وتنفر عنه الطباع، بل زعم حرمة السفر إليها إجماعاً، وأنّه لايقصّر فيه الصلاة، وإنّ جميع الأحاديث الواردة فيها موضوعة، وتبعه بعض من تأخّر عنه من أهل مذهبه (١) .
قلت : مَن ابن تيميّة حتّى ينظر إليه، أو يعوّل في شيء من أُمور الدين عليه؟! وهل هو إلاّ كما قال جماعة من الأئمّة الذين تعقّبوا كلماته
____________________
(١) وهو محمّد بن أبي بكر بن أيّوب شمس الدين ابن قيم الجوزيّة الحنبلي. قال الذهبي : حبس مرّة لإنكاره شدّ الرحال لزيارة قبر الخليل، وكان ملازماً لابن تيميّة من سنة ٧١٢ إلى أن مات سنة ٧٢٧ هـ، وهو الذي هذّب كتب ابن تيميّة وأشاع علمه. توفّي سنة ٧٥١ هـ. البداية والنهاية لابن كثير ١٤ : ٢٣٠، الدرر الكامنة ٣ : ٢٤٣ / ٣٧٠٠، شذرات الذهب ٦ : ١٦٨.