الخادم وقال : «امض إلى أمير المؤمنين وعرفه بهذا المال وما يصنع به» فمضى الخادم وعاد وهو يقول : كلّه هبة منّي له يفعل به ما أراد. فقال موسى للشيخ : «اقبض جميع هذا المال فهو هبة منّي لك» (١) .
أقول : لكنّني لم أقف على ما يدلّ أنّ المنصور كان طلبه إلى الحيرة بعد وفاة أبيه الصادق، أو أنّه هو جاءه.
ويشهد أن حديث شقيق كان في هذه السفرة للكاظم قول شقيق : فنظرت إلى فتى حسن الوجه، كما في رواية ابن طلحة (٢) ، أو : شاب حسن الوجه، كما في رواية سبط بن الجوزي (٣) ، لأنّ تولده سنة ثمان وعشرين ومائة، فيكون عمره سنة تسع وأربعين أحداً وعشرين سنة.
وأيضاً فإنّ الذين رووا هذا الحديث عن شقيق من شيوخ الحديث وهم أعرف من ابن تيميّة بالتواريخ.
أسماء الحفّاظ وأئمّة الحديث الذين رووا قصّة شقيق البلخي :
قال سبط بن الجوزي في التذكرة عند روايته ذلك : أخبرنا أبو محمّد البزّاز، أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا محمّد بن عبد الملك والمبارك بن عبدالجبّار الصرفي قالا : أنبأنا عبد الله بن أحمد بن عثمان، أنبأنا محمّد بن عبدالرحمن الشيبانيّ : أنّ عليّ بن محمّد بن الزبير البجلي حدّثهم قال : أنبأنا هشام بن حاتم الأصمّ، عن أبيه قال : حدّثني شقيق البلخي... إلى آخره (٤) .
____________________
(١) المناقب لابن شهر آشوب ٤ : ٣١٨.
(٢) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : ٤٤٨.
(٣) تذكرة الخواص : ٣١٢ - ٣١٣.
(٤) نفس المصدر : ٣١٢.