يوم الحاجة الماسّة إلى شفاعته، وإنّ التوراة والإنجيل لم تبدّل ألفاظهما وإنّما بدّلت معانيهما.
وقال بعضهم : ومن نظر إلى كتبه لم ينسب إليه أكثر هذه المسائل غير أنّه قائل بالجهة، وله في إثباتها جزء، ويلزم أهل هذا المذهب الجسميّة والمحاذاة والاستقرار، فلعلّه في بعض الأحيان كان يصرّح بتلك اللوازم فنسب إليه، سيما ومن نسب إليه ذلك من أئمّة الإسلام المتّفق على جلالته وإمامته وديانته، وأنّه الثقة العدل المرتضى، المحقّق المدقّق، فلايقول شيئاً إلاّ عن تثبّت وتحقيق ومزيد احتياط وتَحَرٍّ، سيّما إن نسب إلى مسلم ما يقتضي كفره وردّته وضلاله وإهدار دمه فإن صحّ عنه مكفّر أو مبدع يعامله الله بعدله وإلاّ يغفر لنا وله (١) . انتهى.
[شهادة صديق حسن خان في الانتقاد الرجيح] :
هداية : فيها شهادة على ابن تيميّة أنّه من أكبرهم إثباتاً للجهة في حقّ الله، وأنّه صنّف كتاب العرش، وذكر نزاعهم في الاستواء على العرش هل هو بفعل منفصل عنه يفعله بالعرش كتقريبه إليه، أو فعل يقوم بذاته، واختار أنّه فعل يقوم بذاته تعالى، وأنّه صنّف كتاب النزول وذكر أنّه فعل يقوم بذات الربّ لا أنّه منفصل عن الربّ في الخلق، شهد عليه بذلك أشدّ الناس تقليداً له في كتابه الانتقاد الرجيح في شرح الاعتقاد الصحيح صديق حسن خان (٢) .
____________________
(١) الفتاوى الحديثيّة : ٨٧.
(٢) انظر الانتقاد الرجيح في شرح الاعتقاد الصحيح : ٦٠ - ٦٣ و٦٨.