تغليط عليّ في محاربته :
ثمّ لم يتمالك حتّى أظهر مكنون سريرته ونصبه قال في آخر هذه الصفحة : فلو قال قائل : قتال المسلمين هو عقوبة لهم، فلا يعاقبون حتّى يعلموا الإيجاب والتحريم، وأصحاب معاوية الذين قتلهم عليّ لم يكونوا يعلمون أنّ لهم ذنباً، فلم يجز لعليّ قتالهم على ما لا يعلمون أنّه ذنب، وإن كانوا مذنبين فإنّ غاية ما يقال لهم : إنّهم تركوا الطاعة الواجبة، لكن كثير منهم أو أكثرهم لم يكونوا يعلمون أنّه يجب عليهم طاعة عليّ ومتابعته، بل كان لهم من الشبهات والتأويلات ما يمنع علمهم بالوجوب، فكيف جاز قتال من لم يعلم أنّه ترك واجباً أو فعل محرماً (١) .
التصريح بفساد رأيه وذمّه :
ثمّ قال في صفحة ١٥٦ من هذا الجزء ما لفظه : وكان رأي عليّ في دماء أهل القبلة ونحوه من الاُمور العظائم (٢) .
إلى أن قال : فلا رأي أعظم ذمّاً من رأي اُريق به دم اُلوف مؤلّفة من المسلمين، ولم يحصل بقتلهم مصلحة للمسلمين لا في دينهم ولا دنياهم، بل نقص الخير عمّا كان، وزاد الشرّ على ما كان (٣) . انتهى.
وكلّ مسلم يؤمن بالحقّ يعلم بضرورة الإسلام أنّه لا يطعن على عليّ بهذا الطعن إلاّ منافق زنديق ملحد عدوّ للإسلام، يتوسّل بالطعن على عليّ إلى الطعن في رسول الله الذي قال في عليّ ما قال، ممّا صحّ في
____________________
(١) منهاج السنّة ٦ : ٤٧.
(٢) نفس المصدر ٦ : ١١١.
(٣) نفس المصدر ٦ : ١١٢ - ١١٣.