وتعالى ما زال فاعلا كما تقدّم نصّ الإمام تقي الدين السبكي عليه في السيف الصقيل (١) ، وحكاه كما تقدّم عنه في الفتاوى الحديثيّة مع زيادة أنّه يقول : إنّ الله مركّب تفتقر ذاته افتقار الكلّ للجزء، وأنّ القرآن محدث في ذات الربّ، وأنّه قال بالجسميّة والافتقار، وأنه بقدر العرش لا أصغر ولا أكبر، وأنّه ذكر حديث النزول ونزل عن المنبر درجتين فقال : كنزولي هذا، فنسب إلى التجسيم كما تقدّم نقله من نصّ الحافظ في الدرر الكامنة (٢) ، وسماع محمّد بن بطوطة ذلك منه في مسجد الصالحيّة وتقدّم نقله من رحلته (٣) .
النوع الثاني : من المشهود به على ابن تيميّة في الهدايات المتقدّمة التزامه مسألة الحسن والقبح وكلّ مايرد عليها، وإنّ مخالف الإجماع لا يكفّر ولا يفسّق، وأنّ العالم قديم بالنوع، ولم يزل مع الله مخلوقاً دائماً، فجعله موجباًبالذات لا فاعلا بالاختيار، وأنّه قال : إنّ التوراة والإنجيل لم تبدّل ألفاظهما وإنّما بدّلت معانيهما، وأنّ النار تفني كما نقل كلّ ذلك عن ابن حجر في الفتاوى الحديثيّة (٤) ، وقال ابن تيميّة بقدم جنس العرش، كما نقله عنه فيما تقدّم المحقّق الدواني في شرح العقائد العضدية (٥) ، ونقله كما تقدّم عبد الحليم في حلّ المعاقد (٦) ، وأنّه قال : إنّ التسلسل فيما
____________________
(١) راجع ص : ٤١، السيف الصقيل : ١٧.
(٢) الدرر الكامنة ١ : ٩٣. راجع ص : ٩٤.
(٣) راجع ص : ٧٢.
(٤) راجع ص : ٨٦ - ٩٠.
(٥) راجع ص : ٨١.
(٦) راجع ص : ٨٢ - ٨٣.