صفات كماله، وهذا هو الوجـود الواجـب بنفسه، وهذه الصفات لازمـة لذاته، وذاته مستلزمة لها، وهي داخلة في مسمّى اسم نفسه وفي سائر أسمائه تعالى، فإذا كان واجباً بنفسه وهي داخلة في مسمّى اسم نفسه لم يكن موجـوداً إلاّ بها، فلا يكون مفتقراً فيها إلى شيء مباين له أصـلا (١) .انتهى.
ومن الصفات الواجبة الذاتيّة عند ابن تيميّة ما عرفت في آخر الفصل المتقدّم : اليد، والوجه، والعين، والإصبع، والقدم، والساق، والركوب، والنزول، والاتكاء، والاستلقاء. فهو عنده مركب من مجموع ذلك، مفتقر إلى كلّ ذلك افتقار الكلّ إلى أجزائه، فقد ثبت التركيب الذي نسبه ابن حجر إليه (٢) .
و«الافتقار» الذي عزاه إليه بلفظ ابن تيميّة قرّت عين المعاصر القاصر، حيث اتّهم ابن حجر وتعجب أنّه كيف ينسب هذه الأقوال إلى ابن تيميّة في الفتاوي الحديثيّة من غير إسناد أو نقل عنه (٣) .
الفصل الرابع : في عباراته الدالّة على قوله بقيام الحوادث في ذات الربّ سبحانه وتعالى، وأنّه لم يزل فاعلا، وأنّ التسلسل فيما مضى غير باطل، وأنّ نوع العالم قديم، صرّح بذلك في منهاجه في مواضع عديدة من الجزء الأوّل :
____________________
(١) منهاج السنّة ٢ : ١٧٠.
(٢) الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيثمي : ٨٥.
(٣) انظر جلاء العينين في محاكمة الأحمدين : ٣٨٩، والكتاب من تأليف نعمان محمود بن عبد الله، أبي البركات خير الدين الآلوسي، المتوفّى سنة ١٣١٧ هـ.