منها : ما ذكره في آخر صفحة ٢٢٣ قال ما لفظه : ثمّ القائلون بقيام فعله به :
منهم مَن يقول : فعله قديم والمفعول متأخّر، كما أنّ إرادته قديمة والمراد متأخّر، كما يقول ذلك من يقوله من أصحاب أبي حنيفة وأحمد وغيرهم.
ومنهم مَن يقول : بل هو حادث النوع، كما يقول ذلك من يقوله من الشيعة والمرجئة والكراميّة.
ومنهم مَن يقول : [هو يقع] (١) بمشيته وقدرته شيئاً فشيئاً لكنّه لم يزل متّصفاً به، فهو حادث الآحاد قديم النوع، كما يقول ذلك من يقوله من أئمّة أصحاب الحديث وغيرهم من أصحاب الشافعي وأحمد وسائر الطوائف إلى آخره (٢) . فهو ممّن يقول بالقول الأخير.
ومنها : ماذكره في صفحة ٥٧ قال : إذ غاية ما يقولونه إنّما هو إثبات قدم نوع الفعل لا عينه، فإنّ جميع ما يحتجّ به القائلون بقدم العالم لم يدلّ على قدم شيء بعينه من العالم، بل إذا قالوا : اعتبار أسباب الفعل وهو الفاعل والغاية والمادة والصورة يدلّ على قدم الفعل، فإنّما يدلّ ذلك إن دلّ على قدم نوعه لا عينه، وقدم نوعه ممكن مع القول بموجب سائر الأدلّة (٣) . إلى آخر كلامه.
فصرّح بإمكان قدم نوع العالم، وهو الكفر المجمع عليه.
ومنها : قوله في صفحة ٥٨ ما لفظه : وإذا قيل : إنّ الفاعل لم يزل فاعلا
____________________
(١) ما بين المعقوفين من المصدر.
(٢) منهاج السنّة ٢ : ٣٧٩.
(٣) نفس المصدر ١ : ٢٢١.