كان المعقول منه أنّه لم يزل يحدث شيئاً بعد شيء (١) . إلى آخره.
ومنها : قوله في آخر صفحة ٥٩ ما لفظه : وإنّما الأزلي هو النوع القديم الذي يوجد شيئاً فشيئاً (٢) . إلى آخره.
ومنها : بعد فراغه من تاريخ الملاحدة من المتفلسفة وغيرهم قال في صفحة ٩٢ ما لفظه : وكلّ من تدبّر هذه الاُمور تبيّن له أنّه سبحانه خلق كلّ شيء من الأعيان وصفاتها وأفعالها بأفعاله الاختياريّة القائمة بنفسه.
إلى أن قال : وهذا ممّا يبيّن حدوث كلّ ما سواه، وأنّه ليس علّة أزليّة لمعلول قديم مع أنّه دائم الفاعليّة، ولا يلزم من دوام كونه فاعلا أن يكون معه مفعول معيّن قديم (٣) ، إلى آخره. فتأمّل قوله : معيّن.
ومنها : عند قول المصنّف : «إنّهم ـيعني الإماميّة اعتقدوا أنّ الله تعالى هو المخصوص بالأزليّة والقدم» (٤) قال ما لفظه : فالسلف والأئمّة وجمهور المثبتة يخالفونكم جميعاً ويقولون : إنّه يقوم بذاته أفعاله سبحانه وتعالى.
إلى أن قال : وأمّا التسلسل فمن الناس من لم يلتزمه.
وقال : كما إنّه يجوز عندكم (٥) حوادث منفصلة لا ابتداء لها، فكذلك يجوز قيام حوادث بذاته لا مبتدأ لها، وهذا قول كثير من الكراميّة والمرجئة والهشاميّة وغيرهم.
____________________
(١) منهاج السنّة ١ : ٢٢٤.
(٢) نفس المصدر ١ : ٢٢٨.
(٣) نفس المصدر ١ : ٣٣٦.
(٤) منهاج الكرامة : ٤١.
(٥) أي نفاة الصفات «منه».