وعصمنا من إساءة الأدب على سلالة الرسول الأمين (١) ، انتهى.
أقول : وعن أبي سعيد الخدري رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ لله عزّوجلّ ثلاث حرمات، فمن حفظهن حفظ الله دينه ودنياه ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله له دنياه ولا آخرته» قال : قلت : وما هنّ؟ قال : «حرمة الإسلام، وحرمتي، وحرمة رحمي» أخرجه الطبراني في الكبير (٢) .
وابن تيميّة أفسد عقائد الناس، وشقّ العصا، فلم يحفظ حرمة الإسلام، وحرّم السفر للزيارة، وحرم الاستغاثة به صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلم يحفظ حرمته عليهالسلام ، وشنّع على أهل بيته، وحطّ منهم، ورماهم بالعظائم كما تقدّم نقله، فلم يحفظ رحم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولهذا لم يحفظ الله له ديناً، بل أضلّه وأعماه وخذله وأغواه كما نصّ عليه علماء عصره (٣) ، ولا حفظ له ديناً بل خذله ونكبه حتّى صار يضرب به المثل، ونكب وحبس مرّات حتّى مات في الحبس، بعد ما كفّره علماء عصره بالكفر البراح الصريح، كما حكاه ابن حجر المكّي في الفتاوي الحديثيّة (٤) ، وكلّ هذا من سوء عمله ( وَمَن كَانَ فِى هَـذِهِى أَعْمَى فَهُوَ فِى الاخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) (٥) .
وذهبت بابن تيميّة الأباطيل، ولم يلتفـت إلى قول رسـول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ياأيّها الناس إنّ الشرف والفضل والمنزلة والولاية لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وذريّته فلاتذهبن بكم الأباطيل» أخرجه ابن حبّان في الكبير من حديث
____________________
(١) رشفة الصادي : ١١٧ - ١١٨.
(٢) المعجم الكبير ٣ : ١٢٦ / ٢٨٨١، المعجم الأوسط ١ : ١٦٢ / ٢٠٥، مجمع الزوائد ١ : ٨٨ و٩ : ١٦٨، نظم درر السمطين : ٢٩٩.
(٣) راجع ص : ٨٤ وما بعدها.
(٤) الفتاوى الحديثيّة : ٨٧.
(٥) سورة الإسراء ١٧ : ٧٢.