يوجب ترجيح جنس الفعل للزم هذا التسلسل، فهو صادق، ولكن هذا يفيد أنّه لا يحدث ترجيح يوجب ترجيح الفعل، بل لا يزال جنس الفعل موجوداً، فهذا يسلمه لهم أئمّة المسلمين (١) .
قال : فإنّه إذا كان جنس الفعل لم يزل لزم أنّه لا تزال المفعولات يحدث شيئاً بعد شيء (٢) . إلى آخره.
تصريحه بأنّ صفات الربّ متنوّعة متغايرة :
فصـل : ذكر في هامش صفحة ٢٣٩ من الجزء الأوّل : أنّ نفس الفاعل موصوف بصفات متنوّعة وأفعال متنوعة، وله تعالى شؤون وأحوال، كلّ يوم هو في شأن، فإنّه يكون تنوّع المفعولات وحدوث الحادثات لتنوع أحوال الفاعل، وأنّه يحدث من أمره ما شاء (٣) .
أقول : قد كفر في قوله بتنوع صفات الله تعالى، فإنّ تعدّد أنواعها يوجب القول بالغيريّة بينها وتعدّد حقايقها واثنينيتها، وهو كفر عند علماء السنّة والجماعة، كما صرّح به جماعة منهم :
قال الشيخ أبو الشكور محمّد بن عبد الله السايلي (٤) في التمهيد : وصفاته كلّها واحدة في الحقيقة، حتّى أنّه لو قال : إنّ قدرة الله تعالى وحياته شيئان أو غيران أو اثنان يصير كافراً، فنقول : إنّ الحياة صفة الله تعالى، والقدرة صفة الله، والقدرة ليست هي الحياة، ولا هي غير الحياة، وكذلك في سائر الصفات، كلّ صفة مع صفة اُخرى، نقول : لا هي هي ولا هي
____________________
(١) درء تعارض العقل والنقل ١ : ٣٦٨.
(٢) نفس المصدر ١ : ٣٦٩.
(٣) نفس المصدر ١ : ٣٨٤.
(٤) في كشف الظنون ١ : ٤٨٤ : محمّد بن عبد السيد بن شعيب الكشّي السالمي الحنفي.