مثل كلّ جسم من الأجسام فيما يجب ويجوز ويمتنع، ولكن شاركها في مسمّى الجسمية، كما إذا قيل : هو حيّ وغيره حي شاركه في مسمّى الحي، وكذلك شارك غيره في مسمّى العالم والقادر والموجود والذات والحقيقة، فماكان من لوازم القدر المشترك ثبت لهما، وما اختصّ بأحدهما لم يثبت للآخر (١) .
وأنت خبير بأنّ هذا عين التشبيه بالضرورة، فإنّ العبد لا يشارك الربّ في ا لعلم والقدرة والحياة والحقيقة ولا غير ذلك، ولا بينهما قدر مشترك بالضرورة، ولكن المحروم مشبّه مبدع.
في تصريحه بـ :
افتقار الربّ افتقار المركّب إلى أجزائه تعالى الله
وقد صرّح بصحة افتقار الربّ وتركبه من أجزائه، قال في آخر هامش صفحة ١٧٢ من الجزء الرابع : وإذا قيل : هو مفتقر إلى صفاته اللازمة، أو جزئه، أو لوازم ذاته، أو نحو ذلك كان حقيقة ذلك أنّه لا يكون موجوداً إلاّ بصفات الكمال، وأنّه يمتنع وجوده دون صفات الكمال التي هي من لوازم ذاته، وهذا حقّ (٢) . إلى آخره.
وقال في هامش صفحة ١٨٩ من هذا الجزء الرابع : فإن قيل : نعني بالافتقار أنّه لا يوجد هذا إلاّ مع هذا. قيل : ولم قلتم : إنّ مثل هذا ممتنع على الواجب بنفسه (٣) ؟.
إلى أن قال في هامش صفحة ١٩٠ : الوجه الرابع أن يقال : قول
____________________
(١) درء تعارض العقل والنقل ٤ : ١٩٦.
(٢) نفس المصدر ٤ : ٢٠٤.
(٣) نفس المصدر ٤ : ٢٢١.