إذا تقرر هذا فاجلس واستمع لما يقول ابن تيميّة الحشوي : وهو فصـول :
الفصل الأوّل : في كلماته على أهل السنّة في كتابه منهاج الحشويّة. قال في الجزء الأوّل المطبوع بمصر من منهاج الحشويّة الذي سمّاه منهاج السنّة في صفحة ٢١٤ : لزمه أن يكون أفعال العباد فعلا لله لا لعباده كما يقول الأشعري ومن وافقه من أصحاب الأئمّة الأربعة وغيرهم الذين يقولون : إنّ الخلق هو المخلوق، وإنّ أفعال العباد خلق لله، فتكون هي مفعولاً لله كما أنّها خلقه وهي مخلوقة، وهذا الذي ينكره جمهور العقلاء ويقولون : إنّه مكابرة للحسّ ومخالفة للشرع والعقل، وأمّا جمهور أهل السنّة فيقولون : إنّ فعل العبد فعل له حقيقة، إلى آخر كلامه (١) .
فأخرج أهل السنّة عنها، وحكم عليهم بمخالفة الشرع والعقل، وحصرأهل السنّة بالحشويّة كما ترى.
وقال في صفحة ٢٦٦ من هذا الجزء ما لفظه : ولكن هذا القول الذي حكاه يعني : أنّ الله يفعل القبائح، وأنّ جميع أنواع المعاصي والكفر وأنواع الفساد واقعة بقضاء الله وقدره، وأنّ العبد لا تأثير له في ذلك ـهو قول بعض المثبتة للقدر كالأشعريّ ومن وافقه من الفقهاء من أصحاب مالك والشافعي وأحمد، حيث لا يثبتون في المخلوقات قوى الطبائع ويقولون : إنّ الله فعل عندها لا بها، ويقولون : إنّ قدرة العبد لا تأثير لها في الفعل، وأبلغ من ذلك قول الأشعري : إنّ الله فاعل فعل العبد، وإنّ عمل
____________________
(١) منهاج السنّة ٢ : ٢٩٧ - ٢٩٨.