تيميّة ؛ لأنّ حقيقة ما في نفسه في وجه تحريم إهداء الثواب ونحوه هو لزوم الشرك ومنافاته للتوحيد بزعمه، لكنّه يتستّر بهذه الوجهة الركيكة بأنّ جنابه لا يتجرّأ عليه، وكذا تحريمه لزيارة قبور الأنبياء والأولياء والاستغاثة بهم، كلّه عنده شرك، وقد باح بذلك محمّد بن عبد الوهّاب مروّج عقيدة ابن تيميّة، وكفَّر المسلمين بذلك حتّى منع من كثرة الصلاة عليه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأحرق كتاب دلائل الخيرات وكلّ كتب الدعاء والزيارات.
ونقل ابن زيني دحلان (١) عن بعض أصحابه إنّه يقول : محمّد ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّمايكون طارشاً وقد مات والإمام الحي أفضل منه!!! يعني ابن عبد الوهاب، نعوذ بالله من هذه الكفريّات الصريحة في الاستنقاص لحضرة الرسالة (٢) .
شهادة أبي العبّاس بن فضل الله في مسالك الأبصار :
هداية : فيها شهادة على ابن تيميّة بسدّه باب الوسيلة بإنكاره السفر لمجرد الزيارة، وإنّه قطع رحم الرسالة، وخالف ما انعقد عليه الإجماع على الطلاق وأنّه سدّ باب الذريعة، شهد عليه الإمام أبو العبّاس أحمد بن يحيى المعروف بابن فضل الله العمري في كتاب مسالك الأبصار (٣) ، وقد تقدّم كلامه في التنبيه السابع بلفظه فراجعه.
____________________
(١) أحمد بن زيني دحلان المكّي الشافعي، فقيه مؤرّخ مشارك في أنواع من العلوم، مفتي الشافعيّة بمكّة، ولد بها وتوفّي بالمدينة سنة ١٣٠٤ هـ، له ردّ على ابن تيميّة. هدية العارفين ١ : ١٩١، الأعلام للزركلي ١ : ١٢٩، معجم المؤلفين ١٢ : ٢٢٩.
(٢) راجع الدرر السنيّة (الوهابيّة المتطرّفة ١) : ٣١٤، خلاصة الكلام في بيان اُمراء البلد الحرام (تاريخ زيني الدين دحلان) : ٣٠٣.
(٣) مسالك الأبصار في ممالك الأمصار ٥ : ٧٤٢ - ٧٤٦.